Thursday, December 11, 2008

صفحة الوفيات

من زمان كنت اجد ابى اول ما يقرأ هو صفحة الوفيات بحثا عن صديق او قريب توفاه الله ووجبت تعزية اهله و مواساتهم او مواساة الصديق نفسه فى عزيز لديه ...........و من ضمن صفات كثيره كنت اخذها على الوالد رحمه الله و على الوالده اطال الله فى عمرها اصبحت احملها جميعها حاليا من ضمنها مثلا ضرورة عدم ترك اى ضيف ينزل من بيتنا دون تقديم واجب العشاء له و كأنه مش لاقى يأكل -هذا ما كنت اقوله وقتها - او احنا عندنا اللى يادوب يكفينا و هكذا
ماعلينا اصبحت الأن قرأة صفحة الوفيات من اوائل ما اقرا فى جريدة الأهرام الأن اللى لولا الملامه كنت قصيت صفحة الوفيات و رجعتها للبائع مرة اخرى بعد ان حل احمد فتحى سرور بديلا لفهمى هويدى و بعد ان اصبح مقال رئيس مجلس الأدارى بالعرض فى الصفحه الأخيره حاجه تكسف و الله
ماعلينا للمرة الثانيه موضوع صفحة الوفيات مما له من ميزات واجب التعزيه و مواساة الأهل و الأقارب و الرؤساء فى العمل اصبح بالنسبه لى ماده خصبه خياليه و مرجع جميل لبعض العمليات التحليليه و الأحصائيه السريعه امثله على ذلك :
- عند وفاة احد رجالات الدوله و تقرا نعيه و تعلم هو مشغل ابنائه فى مناصب شكلها ايه و اتخيل الواسطه عملت ايه معاهم و كم الفرص اللى ضاعت على من يستحقون
- أعرف الرجل المحترم لما اجده وهو من كان فى منصب رفيع و لكن اولاده و اقاربه عاديين و ممكن ان يكونوا من اساتذه الجامعات او عاملين بالخارج
- فى نعى لأحد رجال التعليم انه اب لسبعه سيدات كلهن طبيبات و يشغلن مناصب جامعيه قمه فى الأحترام و افضل اسرح اكيد كان نفسه فى ولد و اكيد كان طول الوقت مهموم و حزين او عائلته بتعايره بخلفة البنات و علشان كده البنات تفوقن ليثبتن للجميع انهن لسن اقل من الأولاد
- صورة فى النعى لرجل يبدو عليه ان عنده اعاقه ذهنيه و اكتشف انه اخ لعدة شقيقات و اسرح مرة اخرى فى حكمة ربنا ان يرزق والديه بخلفة الأولاد بعد خلفة البنات و مع ذلك يطلع الولد معاق ذهنيا سبجانك يارب- طبعا اقسى ما أجده هو وفاة شباب اثر حادث اليم و يطلع فى جامعة خاصه و التى توجد على اطراف القاهرة الكبرى و اكيد الطرق السريعه و عدم وجود رقابه مروريه هو السبب و اكيد الولد كان بيلح على شراء العربيه و هو مش عارف انها على ايدها نهايته و ياترى مين اللى شجعه الوالد ام الوالده و ياترى مين اللى حاسس بالذنب دلوقتى و طبعا لو وجدت صورة فتاة فى نفس الصفحه اثر حادث اليم ايضا يبقى اتخيل انهم كانوا مع بعض و مدى الأحراج اللى ممكن يكونوا اتسببوا فيه لأهاليهم
- وفيه نعى اقارب كبارات رجال الدولهاللى بيبقى بالصفحتين و التلاته و فيه نعى كبار رجالات الدوله انفسهم و دول بقه يا حرام النعى سطرين تلاته و دمتم
- و فيه نعى الموظفين اللى فى الأهرام اللى صورهم بتدل على تواضع مستواهم و اللى باستنتج انهم ياحرام قضوا طول عمرهم ياخدوا مرتبات على قدهم فى سبيل ان نعيهم ينزل فى الأهرام بعد عمر طويل
- و فيه طبعا استمبات للنعى زى اللى بيعمله على السمان مثلا فى عزاء المشاهير من الفنانين و الأدباء لازم يكتب له ربع صفحه
- و فيه غرائب فى النعى مثل نعى الفنان محمود مرسى اللى اتكتب فيه اصدقاؤه .........و هكذا افضل انسج القصص و الروايات و كله من صفحة الوفيات

2 comments:

زمان الوصل said...

والدتى عندها نفس الهوايه .. و ما يزيدها تمسّكا بها هو عشقها للكلمات المتقاطعه التى تتواجد فى إحدى صفحات الوفيات
لكن النشاط الذهنى المرتبط لديها -و لدىّ أحيانا- هو الربط بين بعض الوفيّات و بين الحوادث التى نقرأ عنها فى صفحة الحوادث بنفس الجريده :( خاصة تلك التى يكون ضحاياها شباب صغير .. و نفضل نبحث فى النعى يا ترى المتوفّى له إخوه أو أخوات يخففوا عن الأهل بعض الخساره و بتكون المصيبه أفدح حين نجد أن المتوفّى ابن وحيد أو ابنه وحيده :((

الغريب إنّى زمان كنت باقرا صفحة الوفيات و كانت بتعجبنى جدّا الصيغ البلاغيه التى يكتبها الأقباط فى رثاء ذويهم و أفضل أقرا كل واحد كاتب إيه .. و كمان الصور التى يختاروها لتنشر مع النعى و اللىّ تحسّى إن كلّها متصوّره عند نفس المصوّر بتاع زمان ده اللىّ بيخلّى عيون كل الستّات تبقى فاتحه و شعرهم فاحم السواد و رموشهم طويله !! حتى لو كانت المتوفّاه جدّه لا تنشر لها سوى صوره وهى شابه !! كمان نعى المتوفّين فى حوادث شهيره مثل "محمود روحى" الذى تشعرى أن أسرته تنشر النعى و تكتب كلمة "المغفور له بإذن الله" و هى بتجزّ على سنانها و كأنّها تريد أن تقول "إيه .. حد عنده اعتراض" أو و هى تسبق اسمه بلقب "الشريف" ولا أفهم هل مقصود به أنّه من "الأشراف" و المفارقه التى يستدعيها هذا اللقب حين نقارنه بالمكان و الكيفيه التى توفّى بها المرحوم المغفور له بإذن الله :) دى أفكارى أنا من الصفحه و هى محدوده طبعا لقلّة زيارتى لها :)

مش فاهمه said...

عزيتى زمان الوصل
هايل انتى كده على الطريق كان فى دماغى فعلا موضوع محمود روحى و موضوع رثاء و تعازى الأخوة الأقباط و أضيف كمان بقى لما أب او ام نجم مشهور كبير و أدخل اقرأ النعى بتاعه واول ما الاقى ان الوالد او الأخ الكبير بيطلق عليه الحاج فلان اقول بس يبقى الراجل مكسوف يقول الوالد كان شغال ايه و أضيف كمان لما الاقى سقط سهوا و اتخيل الأبن او الأبنه و هو جاى جرى على العزاء و بيصرخ /او تصرخ ازاى ما تجيبوش سيره نسايبكم و ازاى تنسوا حمايا و حماتى ..........
تحياتى لمرورك